✳️ غمط مجهود الرقاة ✳️
✳️ غمط مجهود الرقاة ✳️
🔘 كثير من الناس من الخاصة قبل العامة يظلم الرقاة ويطعن في نياتهم ، ويستقل عملهم ، ويحتقر جهدهم ، وينال منهم بالجملة حسداً وظلماً وبغياً ، ومنهم من يظن أن الرقاة يعيشون في رغدٍ من العيش ، وأن مجالهم يعتبر بالنسبة لغيرهم نزهه ومتعة ورفاهية وفسحة وترويح عن النفس ، و يظنون أن أمر التصدر للرقية والتفرغ لها لمقارعة الجن والسحرة والشياطين أمر سهل وهين ويسير .
🔘 والبعض يتصور أن أياً كان يستطيع التصدر لهذا المجال ، و مجابه الأرواح الخبيثة ومحاربة السحرة المجرمين بالفعل دون أن يقابل بردات فعل إنتقامية متواصلة .
🔘 والكثير لا يدرك أن من تصدر لهذا المجال قد دق طبول حربٍ لا هواده فيها، مع شياطين الجن وسحرة الإنس ، وأن هؤلاء لا يعرفون الرحمة ولا يصابون بالكلل والملل والتهاون مع الخصم .
🔘 وأنها حتماً ستواجه من تصدى له بكل قوة ، وستقعد له في كل مقعد ، وستتربص به وتكمن له ، و ستحفر له الحفر وتنصب له الفخاخ ، وستتحين الفرص للإنقضاض عليه في حال غفلةٍ أو معصية أو في حالة غضب.
🔘 وأنهم سيسعون له بكل ما أوتوا من قوةٍ ومن حيلة ومن دهاء وكيد ومكر وخبث بكل الطرق والوسائل للوصول إليه وإلحاق الضرر به، بأكبر قدر ممكن فتؤذيهم في أنفسهم وعقولهم وأبدانهم وأموالهم وأزواجهم وبمن يعولون من أطفال وأقارب.
🔘 ولا يدركون بأن الرقاة لم يتركوا لأنفسهم ولو لوهلة إستراحة ، فهم يعيشون في حالة تأهب وأستنفار وخوف وحذر وترقب وتوجس دائم ، على مدار اليوم والليلة .
🔘 فكم قد عرفنا من رقاة كانوا معنا وبيننا قد قتلتهم الشياطين ، ومنهم من فقد عقله ، ومنهم طلق زوجه وخربت بيته ، ومنهم من خسر ماله ، ولا يكاد يستطيع أن يجمع شيئاً ، ومنهم من فقد ولده ، بسبب ردات فعل السحرة والشياطين .
✳️ فالراقي مجاهد على ثغرة عظيمة ✳️
فالراقي الشرعي مجاهد ظاهر ، لأعداء كُثر خفيين ، وبتصدره لهذا العمل قد وضع نفسه على ثغرة وجبهة عظيمة ، يؤتى أهل الإسلام من قبلها ، يذود فيها عن أعراض المسلمين وعقولهم وأبدانهم وأموالهم وعلاقاتهم ، ويدفع الضيم عنهم من أعتداء الجن والشياطين والسحرة والحاسدين ، وهذا العمل يعد من أعظم القربات لله تعالى لو أخلص الراقي نيته وأحسن عمله وألتزم بضوابطه ، ومع ذلك نجد أن كثيراً من أهل العلم والفضل يفر من هذا العمل لمشقته ، وخوفاً من تسلط الجن والشياطين لهم بالأذية ، قال شيخ الإسلام رحمه الله حين سأله سائل : هل العلاج بالقرآن والرقي مشروع.. ⁉️ فأجابه ( أنه من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه مازال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله ورسوله ) مجموع الفتاوي (19/56-57)
🔘ورغم كل ذلك وجدنا للأسف من يسلط لسانه وقلمه على الرقاة ويأخذهم بالجملة وبجريرة وأخطاء وتجاوزات بعضهم دون تحري أو تفريق ، فيكيل لهم التهم ويطعن في نياتهم وظهورهم ، ويغمطهم حقهم ويتجاهل مجهودهم وخطورة عملهم ، وبعضهم لا تجده يفعل ذلك مع السحرة كما يفعل مع الرقاة، ونعوذ بالله من الظلم والعدوان والخذلان ، ومن الوقوع في البهتان، ومن الإستطالة في أعراض الرقاة الذين وضعوا أنفسهم في مقدمة الصفوف للتصدي لشياطين الجن وسحرة الإنس .
▫️فقد قال ربنا تبارك وتعالى : { وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (النساء/ 112)
▫️وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الأحزاب/ 58).
▫️وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال )
💠 ولذلك فإن من يطعن ويشكك في نيات الرقاة المخلصين ويبخسهم جهدهم ، ويستقل عملهم ، هو يقف إلى جانب السحرة والشياطين وينصرهم عليهم ، عَرف أو لم يعرف ، والله المستعان .
منقول
🖋️كتبه / الشيخ عارف بن محمد الشميري
مدير
مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
تعليقات
إرسال تعليق