الاستعانة بالجن

الحمد لله الذي خلق السموات فبناها ، وخلق الجبال فأرساها ، وخلق الأرض فمهدها وسواها ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين الذي بعثه ربنا رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0 أما بعد "
إن التلقي عن الجآن في الشرع المطهر خاصة في أمور العلاج لا يجوز شرعاً لما في ذلك من خفايا سأذكر بإذن الله تعالى ما تيسر منها سائلاً رب العرش العظيم أن يلهمنا صوابنا ورشدنا وألا يفتنا بما نقول – وأن يُطهر أنفسنا من النفاق والرياء ومن سوء الأخلاق ومن شماتة الأعداء إنه ولي ذلك والقادر
عليه
أولاً : معنى الاستعانة يقول الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله هو : : طلب المعونةفإن مصادر التلقي من الجآن هي في الحقيقة استعانة بالجآن واستعمال لهم في أمور العلاج حيث أن المستعين بهم في بعض المغيبات مما يكون في عالمهم ولا يعلمها الناس هو مستخدم للجآن شاء أم أبى ، والجآن فيهم المسلمين وفيهم الكافرين وفيهم الفاسقين ، وإن الله سبحانه وتعالى جعل لنا ناموساً في هذا الكون حيث أخفى علينا أشكالهم وعالمهم لحكمة هو يعلمها جلّ في عُلاه ، وحيث إن الله سبحانه وتعالى أخفى علينا أمورهم فلا يمكن للبشر معرفة صدق ما يدعيه الجآن ، إلا ما كان له من أدلة وبراهين ، وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم في حكم استخدام الجآن المسلم – فمن قال بالجواز مثل شيخ الاسلام فقيدها بشروط ، ومن قال أنه محرم عللّ بخفاء وجهالة عدالتهم ، حيث لا نعلم أن المتكلم من الجآن هل هو ممن اسلموا أو ممن كفروا وجحدوا بآيات الله تعالى ، وقد يصف الجآن علاج للمعالج يعطيه المريض فيقتله ويكون الجآن من الكافرين الحاقدين على الاسلام والمسلمين ، والمعالج بشر ولا تتعدى قدرته في معرفة صدق ما يدعيه الجآن حيث حجب الله سبحانه وتعالى عنا عالمهم وعدالتهم ولهم كون وعالم آخر غير البشر ، وهم في طبائعهم مثل البشر يأكلون ويشربون ويتناسلون ويموتون ، فلا يمكن بحال معرفة عدالة المستعين به من الجآن بعد الله سبحانه وتعالى ، لما ذكرنا ، والمتلقي عنهم العلم يعلمونه كيف يُعالج ويعلمونه كيف يُحضرهم إذا شاء وهذا مقارنة بأرباب السحر ، حيث لقب الساحر يطلق في مصطلح العلماء على من يحولّ الصحة إلى مرض بعد مشيئة الله تعالى – وإن قلنا من لا يحول الصحة إلى مرض هل يُطلق عليه ساحر – فهو يحلّ الربط وينفع الناس ، فهلّ نقول عنه ساحر – فإن قلنا عنه ساحر فإن نفس اللقب يُطلق على من استعان بهم في العلاج إذ لا فرق بين الاثنين ، وحيث أن بعض الذين يُطلق الناس عليهم سحرة يستخدمون الجآن المسلم في رد المظالم وفي التولة وفي إحراق المنازل على الظالم ، وفي التفريق بين الزوجين ، وقد نقول أنهم الفسقة من الجآن المسلمين وليس الصالحين منهم ، وكيف يُفرق صاحب التلقي عن الفاسق والكافر والفاجر والعاصي والمسلم الصالح ، كيف يُطبق هذا العلاج على مسلم الله سائله عنه إن تضرر ومن تطبب بغير طب فهو ضامن ، إن الجن المسلمين الصالحين موجودون في عالم الجآن لقول الله تعالى ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) ولكن أين التفريق في العدالة ، وكما لا يخفى على المستعين بهم أن الجآن المسلمين لابد من شروط لهم وتقريب في نوع من العبادات لغير الله لهم إذ لابد
من طلبات وسأذكر بمشيئة الله تعالى شيئاً يسيراً من هذه الطلبات
1- طلبهم تكرار اية من القرآن الكريم بعدد معين فإن زاد لا يمكن أن يفيد وإن نقص نقص عن المريد فهذا أكبر دليل على أن المتعين بهم يقرب لغير الله تعالى كلام الله وهذا شرك كما لا
يخفي على العاقل صاحب الفطرة السوية
2- طلبهم الصيام في أيام معينة والفطور على
أشياء معينة ، وأكبر دليل على أنه قربة لهم ، أنه إذا لم يفعل لم يكن ما يريد
3- طلبهم الذبح وقول أن ذلك لله تعالى – وإن لم يذبح لله تعالى فهلّ يصح العلاج وهل
يُنفذون طلباته – بالتأكيد لا – فإذا هذه الطلبات لهم

رقم الفتوى : 10219
موضوع الفتوى : استخدام الجن
الســـــؤال : س: سمعنا أن بعض الناس يملكون أعدادًا كبيرة من الجان المسلم ويستخدمونهم في أغراض شتى في غير أذية الناس كأن يكونوا خدمًا لهم فما رأيكم بهذا العمل؟ الإجـــــابة : الظاهر أنهم لا يظهرون دائمًا إلا لمن ملكهم واستخدمهم وذلك أمثال الكهنة والسحرة الذين يتقربون إليهم حتى يكونوا تحت تصرفهم وحيث إنه لم ينقل عن أحد من علماء السلف وأئمة أهل السنة أنه استخدم الجان أو أنهم ظهروا له فأرى أن لا يباح استخدامهم ولو كانوا مسلمين. هذا ما ظهر لي ولكل مجتهد نصيب. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله
وصحبه وسلم.
وإن من أضرار الاستعانة بهم وهم على لسان المريض ، أن ذلك إقرار لهم على الظلم ولبثه في جسد أخيه المسلم ظلم وقد حرم الله تعالى الظلم ، فكيف لمعالج صاحب الدين وصاحب الفطرة السوية وصاحب العقيدة المتينة ، يحاور الشيطان بغرض الاستفادة من علومه وهو باقي على ظلمه ، وإن مما أشار إليه الرقاة ومنهم الشيخ وحيد بالي ، أن المناقشات مع الشيطان على جسم المريض تسبب زيادة تمكن الشيطان من جسم
المريض ، وهذا إعانة على الظلم والعدوان ، وهذا محرم شرعاً
وإن من سبل التلقي عنهم أن المعالج يستخدم بعض الأدوية الأعشاب ويخلطها في وقت معين أو يعلمونه ما يشاؤون من أمور تحضيرهم ، وهذا في الحقيقة استعانة بالجآن والذي أقوله في هذا – أن المستخدم لهذه الطريقة أعني طريقة التلقي عليه أن يُصرّح بأنه يستخدم الجن ، ولا يقول بالرقية فقط ، وبناءً على ذلك إن أخذ بقول من يقول بأنه جائز استخدام الجآن فلابد وأن يُراعي شروط استخدامهم ، وإن كان القول الراجح في هذه المسألة أنه لا يجوز استخدامهم لجهالة عدالتهم وحالهم وقد يؤذون المريض أو يلتبسون به بقصد الاصلاح
فيُهلكونه ، وهذا شرّ مستطير لا يعلم من مشى فيه عاقبة أمره إلا بعد فترة
وإن من الأدلة الصحيحة من أقوال العلماء إن قلنا بأن التلقي هو استعانة بالجآن واستخدام لهم1- أن لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام ولا السلف الصالح أنهم استعانوا بهم في العلاج ولا في أمور الشرع المطهر ، بل كان بعضهم يؤذي النبي وكاد أن يحرق وجهه بالنار حتى خنقه
المصطفى صلى الله عليه وسلم ووجد برد لعابه على يده
2- أن عدالة الجآن مجهولة ولا يعلم حالهم بأي حال ، فمن كانت عدالته مجهولة حرم الاستعانة به في أمور المسلمين لعدم معرفة ضرره من نفعه وصدقه من كذبه ، وكما نعلم أن الأصل في الشياطين
الكذب ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( صدقك وهو كذوب )
3- يقول شيخ الاسلام – رحمه الله – في أيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلينوأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم ، فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون والتعظيم للمسؤول فهو حرام ، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره ، عن معاوية ابن الحكم السلمي قال : قلت يا رسول الله أموراً كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكُهان ، قال ( فلا تأتوا الكهان )

رقم الفتوى : 12913موضوع الفتوى : حكم من استعان بالجانالســـــؤال : س: هل يجوز الاستعانة بالجان حتى لو كان هذا الجان مسلمًا؟ س: ما حكم من استعان بالجان وفكر في ذلك حتى لو كان المريض في أمس الحاجة للعلاج حتى يعلم من وضع له السحر؟ الإجـــــابة : قال الله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أي لا نستعين بغيرك كما لا نعبد إلا إياك. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وهو دليل على أن الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك؛ فمن ذلك الاستعانة بالجن والشياطين فإنهم غائبون عن أنظارنا؛ فمن دعاهم واستعان بهم فقد دعا غير الله وعظمه واعتقد قدرته على ما هو خارج عن قدرة البشر. ثم إن الغالب أن الجن والشياطين لا يخدمون إلا من خدمهم وعظمهم؛ وتعظيم غير الله شرك. فعلى هذا ننصح هذا المريض أن ينيب إلى ربه ويصلح عمله ويلح في الدعاء والتضرع لله وحده، ويكثر من فعل الخيرات والحسنات، ويتوب إلى الله تعالى ويطهر منزله من الملاهي وأجهزة الأغاني والتصاوير ونحوها. ثم يكثر من قراءة القرآن ويكرر سورة البقرة وآل عمران والكهف ويس والرحمن والواقعة والملك والجن والكافرون والإخلاص والمعوذتين، ويكثر من الأدعية والرقى الشرعية ويختار من القراء أهل الإخلاص والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح؛ فإن في رقيتهم شفاء بإذن الله تعالى. إذا توفرت الشروط وزالت الموانع. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

ماحكم من يتعامل مع شخص يتعامل مع الجن في الخير فقط في علاج بعض الأمراض وفك السحر.ولايستخدم الجن إلا في عمل الخير وعرف عن هذا الشخص التقوى والورع . وهل هناك أشخاص يتمتعون بكرامات من الله عز وجل . وهل يكون تسخير الجن للشخص في عمل الخير كرامة له من عند الله
سبحانه؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا بأسرع وقت ممكن .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن ولوكان في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم ‏تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكم ‏عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على ‏معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس
‏تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.‏
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، ‏أنهم فعلوا ذلك، أو
استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.‏
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ‏ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد
يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير.
وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن ‏استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن ‏من لم يكن لديه علم تام بالشريعة
قد يغتر بهم ويمكرون به.
قال ابن مفلح في الآداب ‏الشرعية:" قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى ‏والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن
‏يفعله، تركه أحب إلي"
والكرامات جمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره
الله على يد عبد صالح، ومتبع ‏للسنة.
والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالى على أيديهم من ‏خوارق العادات، من أصول أهل السنة
والجماعة.‏
وقد حصل من ذلك الشيء الكثير، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة ‏منها، ووردت الأخبار المأثورة عن كرامات الصحابة والتابعين، ثم
من بعدهم.‏
ومن أمثلة هذه الكرامات قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم ووجود الرزق عندها في ‏محرابها دون أن يأتيها بشر، وهما مذكورتان في القرآن
الكريم.‏
وقصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فدعوا ربهم وتوسلوا إليه ‏بصالح أعمالهم، فانفرجت عنهم. والقصة في الصحيحين. وقصة عابد بني إسرائيل جريج ‏لما اتهم بالزنا فتكلم صبي رضيع ببراءته. وهي في صحيح
البخاري.‏
ووجود العنب عند خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حين أسرته
قريش، وليس ‏بمكة يومئذ عنب. وهي في البخاري. وغيرها من الكرامات.‏
ولكن مما ينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص على ‏الاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهر ‏الخوارق لأهل الكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارق
‏عظام.‏
فالكرامة ليست بذاتها دليلاً مستقلاً على الاستقامة، وإنما التزام
الشخص بكتاب الله وسنة رسوله هو ‏الدليل على استقامته.‏
وأما من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة فدعواه ليست صحيحة، لأن الكرامة لا ‏تأتي لإنسان يريدها، وإنما هي تفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد ‏يطلبونها فتتخلف، وعلينا أن ننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى
كراماته.‏

ثانياً : إغواء الشياطين لمتلقي العلم منهم :إن الشياطين الذين يخدمون الناس سواء بالسؤال أو التحضير تغويهم بعد فترة
فقد يقول قائل كيف ذاك
نقول إن المستعين بهم بشر يخفى عليه أكثر الأمر وقد يعارضه في هذه الحياة من ينتقده أو من يعاديه وهذا شيء طبيعي يحدث لكل البشر أينما حلوا وكانوا – ولكن من استخدم هؤلاء أو تكلم معهم باستطاعته أن ينفذ ما يريد فيمن يريد – فالشيطان يخدمه بسرعة لنيله منه – فحينما يغضب المستخدم من شخص يسلط عليه أعوانه وإن كانوا من المسلمين لأنه في استخدامهم ما يُسمى برد المظالم أو إهلاك الظالم بالحرق لمنزله أو ذريته أو أي سبل من سبل التعذيب في مقابل الظلم – وهذا تعدي بلاشك على المسلم فقد يكون لا يقصد التعمد في أذية أخوه وقد يناله الجآن بأذية أكثر مما يستحق فهذا ظلم وعدوان بيّن – وفيه أنه سخرهم لغرض عنده فيشابه الساحر الذي يؤذي الناس بدون سبب ومن هنا هذه فتنة عظيمة لا يعرفها أكثر المستخدمين لهؤلاء الجان إلا بعد فترة
هذا ما تيسر وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين
والحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ عبد العزيز بن صالح النحاس

200 علامه يعرف بها الساحرة ( 1 )